وقالت صحيفة “اليوم” في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الوعي سلاح المرحلة ) : جائحة كوفيد 19 التي طالت في تأثيراتها دول العالم تصور أمامنا مشاهد قد لا يكون أحد يتذكر أنه واجه مثيلها في حياته، بل حتى أن الكثير لا يتذكر أنه رصد شبيها لها في التاريخ سوى في تلك الصور والأفلام التي وثقت أحداث الحروب العالمية، فبين حالات الإصابات والوفيات التي تزداد أرقامها يوما بعد يوم بل ساعة تلو الأخرى، ناهيك عن الإرباك والقلق في نظام دورة القطاعات والخدمات بشكل عام، والأنظمة الصحية على وجه الخصوص، ناهيك عن التوقف التام الذي طال العديد من الأنشطة التعليمية والتجارية والسياحية وألقى بظلال أثره على كافة الأنشطة الاجتماعية وصور الحياة اليومية، تلك المشاهد مجتمعة تجعلنا نستدرك حقيقة لا يمكن إنكارها أو الالتفاف حولها لدى أكثر المتفائلين، وهي أننا نخوض حربا عالمية من نوع مختلف بل وأشد خطورة كونها حربا غير تقليدية، فالعدو هنا مجهول الهوية خفي الجسد وسريع الانتشار ولا يميز بين ضحاياه ولا يمكن رصد تحركاته ولا طبيعة نشاطاته، فقد نعلم به حين نرى نتائجه المحزنة التي تنتشر في الغرب كما الشرق، هذه المفاهيم وتلك المشاهد القاسية في معانيها والمظلمة في زواياها، قابلتها حكمة ودراية وحسن تدبير لواقع تمت قراءة تفاصيله واستشراف تحدياته والإلمام بكافة معطياته من قبل المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، فلم تدخر القيادة الحكيمة وقتا أو جهدا في سبيل حماية المواطنين السعوديين سواء في الداخل أو الخارج، وكذلك حماية المقيمين على أراضي المملكة، وأصدرت الأوامر والتوجيهات واتخذت كافة الإجراءات والاحترازات اللازمة، لكن ما يكمل تلك الجهود ويجعلها تحقق أهدافها وتصل بالجميع إلى بر الأمان هو ذلك القدر من الوعي وحس المسؤولية من قبل كل نفس بشرية تقيم على أرض المملكة فالكل مشترك والكل مسؤول والكل يفترض به أن يكون على قدر كاف من استيعاب حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، وتقديم التضحيات والالتزام بالتعليمات والتوصيات والإجراءات، فالأمر اليوم بات أكثر وضوحا والعدو الخفي المسمى كورونا قد بدا مكشوف الأساليب التي يجد من خلالها طريقه إلى جسم الإنسان، وعليه فإن حجم الخسائر وطول مدة معركتنا معه باتت مرهونة بحجم وعينا وأسلوب حياتنا وجدية تعاطينا مع كل ما من شأنه أن يحقق النجاة والسلامة بإذن الله، ثم بالامتثال لكافة ما وجهت به الدولة احترازا وتتابع تطبيقه كافة الجهات الحكومية على مدار الساعة. // انتهى //