التافه هو الشيء المادي اوالحسي الذي لا يأبه به عاقل ولايلفت أنظار الاسوياء وإن لفت أنظارهم فمن باب السخريه والازدراء وبمعنى أخرفهو الشيء الساقط الذي لايرفع عند سقوطه ولا تتبعه همة الناس ولا فائده منه لا أنيةولا مستقبلية وبعبارة أدق فهو كسقط المتاع والمتاع هو كل شيء ينتفع به ويجلب اهتمام الناس وسقطه هو رديئه الذي ليس فيه أدنى فائدة وللتوضيح بمثال والمثال يوضح المقال (المتاع ثوب جديد من نوع جيد وسقطه ثوب خلق بالي متهتك لايكاد يرفع حتى يتمزق إرباً) ومانحن بصدده هم بعض من يسمون انفسهم او يسمونهم منهم على شاكلتهم والمعجبين بهم (ناشطي وناشطات) أومن يسمون زوراً وبهتاناً مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وهم ليسوا كذلك فليس لهم نشاط مفيد ولاشهرة حقيقية ولايليق اطلاقهاعليهم فلا تجتمع الشهرة مع التفاهة وانعدام المحتوى فالشهرة الحقة لمشاهير العلم والادب والطب والدواء والابداع بالاختراع والتميز في كل ماهو مفيد فائدة عامة متعدية للغير وكذلك صناع التاريخ والامجاد فهؤلاء هم المشاهير حقاً بشكل لايقبل الجدل مع اي احد فالشهرة ندرة وبالجديد والمفيد وليس باللجاجة والسذاجه والجري بسماجه بالهزل للحصول على اكبر قدر من المال مستهدفاً من يصدقون مايسمعون وينبهرون بما يرون ولوكان لا يستحق السماع والنظر ولكن نظرتهم دونيه لاتكاد تتجاوز مقدمة مناخرهم فهم صيد ثمين ليكونوا متابعين مجرد زيادة عدد يزيدون الغله يتباها بعددهم وهدفه مافي أيديهم ليس إلا وهم شركاء في التفاهة فقط .
اقول هل أولئك من صنعوا التفاهة ام هي صنعتهم ام صنعهم وصنعها متابعوهم الذين يحلو لهم متابعة اي شيء حتى ولو كان لاشيء ولايعني شيء ولايفيد بشيء ؟
أعتقد أن كل ما ذكرت صنع بعضهم بعضاً عندما وجدوا فيما بينهم ارضاً خصبة تنبت مايزرع فيها وبنية هشة تقبل مايتغلغل فيها وإن كان غثاً ورثاً ، كيف لا ومافي جعب أغلب هؤلاء ضحلاً وسمجاً ومفرغاً من اي محتوى ورغم ذلك ومع قلة ثقافتهم وقصر نظرتهم وسطحية تفكيرهم وجدوا من يعير كل هذه سمعاً واهتماماً فاحتواهم وشجعهم ومهد لهم السبيل لينشروا تفاهاتهم وسخفهم بين الناس وساعدهم من تبناهم من قنوات إعلامية سواءً رسمية اوغير رسمية لأهداف رأسمالية اواهداف لا أخلاقيه على اقناع العامة على متابعتهم والتغني بهم وبما ينشرونه وتصديق مايقولونه دون معرفة كنهه ومغزاه رغم وضوح ضحالة الطرح ومستوى الملقي وسذاجة المتلقي ، فهل أرعي سمعي وأعير تفكيري وأضحي بوقتي لأستمع وأشاهد إنسان يتكلم عن نفسه ومغامراته وسفراته وبيته وأهله واطفاله واشكالهم ولباسهم ويومياتهم وسلوكياتهم مع بعضهم وسلوكه معهم ومغامرات الأم وكيل المديح لها ثم لانهاية جديدة ولاجملة مفيدة والظاهرة الوحيدة التي ممكن تبقى بعض الوقت في مخيلة المتلقي هي تفاهة هذا الشخص وتعريه من اي وازع من دين اومقومات رجولة أوحياء وحفظ ماء وجه بل إدعاء يعززه بحلف كاذب وتبني تجارب لتصديق كذبه ثم هذا كوم والمتلقي كوم أخر كونه اشغل نفسه واهدر وقته وتخلى عن استقلالية تفكيره ولم يكلف نفسه تمييز مايرى ويسمع أحق ام باطل أمفيد ام عديم الفائده أهراء ام جزل أصدق ام كذب أعفوي ام متكلف أنصحاً خالصاً ام مدفوع الأجر ثم ماهي مصلحتك في ترك مايعنيك والاهتمام بما لا يعنيك ان قلت من باب العلم بالشيء فما تراه وتسمعه ليس بشيء وإن قلت للتثقف فهو يذهب مالديك منه إن وجد وإن قلت للاستفادة من المحتوى فليس فيه اي محتوى مفيد وإن اردت ان تعمّي على المناقش وقلت لمتابعة الدعاية لبعض السلع والاحتياجات والإفادة من التخفيضات التي ينشر لها الدعايات ويصفها بالمغريات ، فستجد من يقول السلع الجيدة لاتحتاج إلى دعايتك بل ربما دعايتك تقلل من إقبال الناس عليها بمستواك الهابط واسلوبك السمج ومنطقك الضحل ولن يقبل تكليفك بالدعاية لسلعته الا تجار البداية وقليلي الخبرة ومن ليس لديهم الملاءة المادية والساعين إلى الثراء سعياً حثيثاً دون النظر الى المعايير والأساليب الحقيقية المعروفة في عالم الاقتصاد وفن الدعاية والإعلان .
ثم من يسمون انفسهم ناشط سنابي او ناشطة سنابية اي نشاط ينشطون به اويفيدون وطن اومواطن لم أرى ناشط اوناشطة يستحق هذا الوصف وإنما اقرب وصف اوتسميه لهما هو شاطح وشاطحة فأي شطوح اكبر من تصوير الشاطحة جسدها ومفاتنها وعرضها للناس بكل بجاحة وتفاهة وسخافة وماتقول انها تملكه من ذهب اوسيارة مستأجرين اوبيت او اثاث مستعاراو سفرة معدة بأحد الفنادق او المطاعم الراقيه وتسنب بها بانها سفرتها ونتاج شهرتها وليس هذا الفعل مقصور على الشاطحات بل كذلك الشاطحين نفس الاسلوب ونفس التعمية على الناس ونفس الكذب والسخافة والتفاهة
وضعف عقول متابعيهم وضحالة تفكيرهم وجعل هؤلاء الشاطحين مثلهم الأعلى الذي يتمنون الوصول إلى ماوصلوا إليه وللأسف الشديد ان هؤلاء المتابعون المغرر بهم والمسفهة أحلامهم والمحيدة عقولهم من الكثرة بمكان وبإزدياد مستمر رغم كثرة التحذير من هؤلاء التافهين وكشف كذبهم وبيان حالتهم الرثة التي يرثى لها ولكنهم يكابرون على أمل لعل وعسى ، فهل حان الوقت الذي تتضح فيه الرؤية لكثير من الناس فيستفيقون على خداع هؤلاء وينصرفون عن متابعتهم وحتى عن ذكر أسمائهم على ألسنتهم التي فعلاً لاتستحق أن تذكر الابما يكشف حقيقتهم المزرية ، ثم متى تقنن أنشطة هؤلاء بأنظمه ولوائح ومحاسبة بضريبة دخل وزكاة ورسوم ادارية لتقييد سفههم وتعرية كذبهم وتحييد خطرهم على الوطن والفرد والمجتمع والى متى ومدى يترك لهؤلاء الحبل على الغارب فقد افسدوا وغرروا ومزقوا الأخلاق وشتتوا الأسر بداعي الشهرة والكسب وهم كاذبون وبإعتقادي بأن الحكومة ترى وتسمع وتعمل ولكن بتؤدة وروية لتقضي على الفساد والإفساد من جذوره بنظام ٍ حازم ٍ صارم ٍ جازم يحمي الدين والوطن والمال والمجتمع من كل شاطح ودعيّ يأكل أموال الناس بالباطل مهما كان اسلوبه ومراوغته وإدعائه المثالية ، والله المستعان ، والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج١٤٤٣/١١/٢٨ للهجره