كورونا من فيروس تحت المجهر الى مارد مرعب
بقلم /حمد حميد الرشيدي
ان جائحة عالمية كبيرة مثل مرض كورونا المستجد تجعل العالم الْيَوْم يستنفر كل جهوده لمجابهة هذا المد الوبائي الخطير، الشبيه بكارثة كبيرة لا تبقي ولا تذر! فهو حقا طاعون العصر الذي اجتاح العالم بأسره وسرى بين الناس سريان النار في الهشيم ، وخلف الذعر في ما تبقى من البشر ممن لم يقتلهم ، بل وشرد كثيرا منهم عن ارضه واهله .هذا غير ما سببه للعالم من خسائر اقتصادية تقدر حتى الآن حسب رأي المختصين بتريليونات من الدولارات .والكوارث الطبيعية والأزمات البشرية ليست بجديدة على التاريخ البشري منذ ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة ! احيانا تكون مثل هذه الأزمات والكوارث بشرية ، اي بفعل الانسان كالحروب والصراعات السياسية العسكرية وما ينجم عنها من وفيات وأضرار كما حدث في الحربين العالميتين الاولى والثانية اللتين راح ضحيتهما ملايين البشر، او كانت ناتجة عن عبث الناس وشعورهم باللامسؤولية تجاه محيطهم كما هو حاصل حاليا مع مشكلة التلوث البيئي و ( ثقب طبقة الأوزون ) والتي يعتبرالانسان هو المتسبب الرئيس في حدوثها ، او كانت كوارث طبيعية لا دخل للإنسان فيها، كالزلازل والفيضانات والبراكين ونحوها . وفيروس كورونا وانتشار هذا الوباء على امتداد العالم هو (جائحة عالمية غير مسبوقة) لكون هذا الوباء من الأمراض الطارئة نسبيا على التاريخ البشري ، بحيث لا يعرف عنه الكثير ، وهو سريع الانتشارولم يكتشف له لقاح حتى الان حسب آراء الخبراء والاستشاريين في الطب. لذلك علينا ان نتكاتف جميعا – كبيرا وصغيرنا، ذكورا وإناثا – ومن كافة بلدان العالم لنكون يدا واحدة لمكافحة هذا الوباء وتفشيه ، والقضاء عليه بأسرع وقت ممكن وبخسائر اقل من المال والا راح .ومن السبل او الطرق الواجب علينا اتباعها وابسطها وايسرها هو ( حظر التجول) و( الحجر المنزلي) كما جاء في الأمر الذي أصدره سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اطال الله بعمره، والتي قامت الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية بتنفيذه ، وضرورة التقيد به من قبل جميع المواطنين والمقيمين في المملكة. نسأل الله السلامة للجميع!
كاتب وشاعر وباحث ومؤرخ- عضو هيئة الصحفيين السعوديين