يوم التأسيس
الماضي التليد سند للحاضر المجيد فقد كان ذلك الماضي البعيد شعاع لفجر جديد وحدث سعيد في جبين شبه الجزيرة العربيه نجدها وحجازها وساحلها الشرقي وجميع ربوعها شمالها وجنوبها وغربها وشرقها
وبمكونات شعبها العربي المسلم واطيافه الذي كان في حالة يرثى لها في كل احواله في الدين الذي دخلت فيه الشركيات والمخالفات الشرعيه وفي العلم الذي لايكاد يذكر له أثر وفي الاقتصاد الذي تقطعت اوصاله واصبحت الفاقه هي المسيطره في الغالب وفي الحياة السياسيه التي انعدمت الا في بعض الإمارات التي تعيش في ضائقه مالية وامنيه وتتحكم بها جهات خارجيه اجبرتها على التبعيه للحاجة الملحّه التي يتطلبها البقاء وفي العلاقات الاجتماعيه التي تتزعمها القبايل المتناثره في مختلف أنحاء الجزيره وحسب مصالحها الرعوية والمعيشيه وفيها يكون القوي له اليد الطولى على الاخرين ، هذه باختصار شديد الحال السائده ، حتى شاء الله تعالى ومشيئته نافذه بتيسير وتقدير ذلك الاتفاق التاريخي الاسلامي السياسي الذي ولد من رحم المعاناه المشار إليها آنفاً ذلك الاتفاق الذي تم في بلدة الدرعيه بين الإمام محمد بن سعود والشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى والذي يهدف الي قيام كيان سياسي إسلامي كبير مستقل بذاته يعيد الناس إلى الدين الصحيح ويقضي على الشركيات والانحراف العقائدي والجهل السائد ويوجد حياة كريمة للناس في مجتمع مسلم مترابط متماسك في ظل اهتراء الدولة العثمانيه التي تحكم بعض النواحي في الجزيرة العربية حكماً افتراضياً عن بعد أو حكماً بالوكاله بدعم حكام بعض المدن والقرى والهجر دعماً مادياً لايكاد يفي بالاحتياجات الضروريه وهدفه المحافظه على الولاء للدوله التي تحاول البقاء في ظل ضعف واضح هددها بالزوال وهو ماحدث بالفعل .
تم هذا الاتفاق وكتب الله له النجاح لصلاح النيه ونبل المقصد ووضوح الهدف وتأسست الدولة السعودية الأولى بزعامة المؤسس الأول الامام محمد بن سعود أول حكام هذه الأسرة المباركه أسرة آل سعود التي انقذ الله بها البلاد والعباد من التشرذم السياسي والانهيار الاقتصادي والضياع الديني حيث ضمت هذه الدوله جميع الكيانات ومكونات المجتمع على مختلف مستوياتها وتوجهاتها في الجزيرة العربية التي انضوت تحت لواء واحد رفعه الإمام محمد بن سعود يؤازره الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب فكان هذا يوم التأسيس المجيد لهذه الدولة السنيه المباركه والذي يوافق منتصف عام ١١٣٩هجريه ويوافق يومه الشهري الهجري يوم ٢٢ /٢ فبراير بالشهر الميلادي ومضى عليه مايربو على ثلاثمائة عام في عمر مديد مدى الدهر بإذن الله تعالى فكيف لايخلد ذلك اليوم بذكرى سنوية تذكّر بالامجاد الخالده وتخلد الإرث التاريخي المجيد وتربط الحاضر بالماضي وكلاهما حاضر تخلله إنقطاعات قسريه لم تلبث ان زالت حيث تلت الدولة السعودية الاولى الدولة السعودية الثانيه على يد الإمام تركي بن عبدالله الذي استعاد أملاك الدولة السعودية الأولى واستمر المجد بعد التغلب على كل الظروف المحيطه ووصل الكيان الي المكانة اللائقه الي السعودية العظمى المملكة العربية السعودية والتي اسسها المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل الذي استعاد ملك الآباء والاجداد حيث أسس وبنأ واحكم البنيان بتوفيق الله تعالى ومضى ابناؤه الملوك على خطاه وفي هذا العهد الذي تنعم فيه المملكه بقيادة حكيمة رشيده من عباقرة أسرة آل سعود الكريمه في عهد ميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السموالملكي الأمير محمد بن سلمان تبوأت مكانتها المرموقه قائدة للعروبه ومهوى افئدة المسلمين وعامرة الحرمين الشريفين وبيوت الله في كل ارجائها وفي معظم أنحاء العالم ، وقبلة لرواد السياسه وصرح اقتصادي مؤثر في اقتصاديات العالم ومنارة علم مشعه وتطور حضاري ومجتَمعي متقن يشيد به القريب والبعيد وتحتذي به دول كثر من دول العالم ، ولازال العمل دؤب والخير صبوب وغير نضوب وللمجد بقيه بعون الله تعالى وتوفيقه .
هذه هي المملكة العربية السعودية اللهم احفظها بحفظك وأكلاءها بعنايتك ورعايتك وقادتها وشعبها وارضها ومقدساتها ومقدراتها وحدودها وجنودها من كل شر وضر إنك سبحانك ولي ذلك والقادر عليه .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بقلم /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٣/٧/١ للهجره